نائب رئيس مفوضية السياحة الأوروبية: مصر تعمل بجد على تحسين البنية التحتية للسياحة والآثار (مقابلة)

وصفت نائب رئيس مفوضية السياحة والسفر الأوروبية، ماجدة أنطونيولى، مدينة الأقصر، بأنها رمز عالمى للتراث الثقافى وتستحق مكانة متقدمة على خارطة السياحة الدولية. وأشادت «أنطونيولى»، فى حوارها لـ«الدستور»، بالجهود المصرية فى تطوير البنية التحتية بالمدينة، مشيرة إلى أهمية تحسين الجوانب الخدمية وتوسيع الطاقة الاستيعابية للفنادق، خاصة أن الأقصر تمتلك مقومات فريدة لجذب السائح الأوروبى، وأن هناك نية لإطلاق حملات ترويجية مشتركة مع مصر مستقبلًا.واعتبرت زيارتها الأقصر، مؤخرًا، بداية لشراكة أوسع تشمل مختلف مجالات السياحة، مؤكدة أن المفوضية ترى فى مصر شريكًا محوريًا فى بناء مستقبل سياحى أكثر توازنًا واستدامة.■ بداية.. كيف تصفين انطباعك الأول عن مدينة الأقصر وما شاهدتيه من معالم أثرية؟– أشعر دائمًا بانجذاب خاص لمدينة الأقصر، هى مدينة لا تُنسى، فالأقصر معروفة عالميًا وعظمة تاريخها وحضارتها مقدرة، وكل زيارة لها تترك بداخلى شعورًا عميقًا برهبة عظمتها، وأتمنى أن تحظى بمكانتها العالمية المستحقة، فهى تضم كنوزًا حضارية فريدة لا مثيل لها، وأنا ممتنة لكل لحظة قضيتها هنا بين أهلها الكرماء.■ ما الهدف الرئيسى من الزيارة؟.. وهل تندرج ضمن خطة أوروبية لدعم الوجهات السياحية العالمية؟– الزيارة جاءت بتكليف من رئيس المفوضية، إدواردو سانتاندير، للمشاركة نيابة عنه فى فعاليات مؤتمر الدولى للسياحة والثقافة والتراث بالأقصر، بدعوة من الدكتور سعيد البطوطى المستشار الاقتصادى لـمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية، ونحن نُقدّر أهمية هذا النوع من الفعاليات التى تسهم فى دعم السياحة الثقافية، خاصة فى وجهات غنية بالحضارة مثل الأقصر. ■ هل هناك تعاون قائم أو مرتقب بين المفوضية الأوروبية ووزارة السياحة والآثار المصرية لتعزيز السياحة الثقافية؟– نؤمن بأهمية تعزيز التعاون فى مجال السياحة الثقافية، وبدأنا بالفعل خطوات عملية فى هذا الاتجاه، حيث تحتل مصر مكانة خاصة فى استراتيجية المفوضية الأوروبية، ونتطلع إلى تنسيق أوسع فى المستقبل القريب.■ كيف ترين مقومات السياحة فى مصر وتحديدًا الأقصر وقدرتها على جذب السائح الأوروبى؟– الأقصر تمتلك جميع المقومات التى يبحث عنها السائح الأوروبى، من تاريخ عريق وهوية ثقافية قوية، بالإضافة إلى عمقها الثقافى، ومع ذلك، نأمل فى تحسين بعض الجوانب الخدمية والبنية التحتية لتوسيع الطاقة الاستيعابية للفنادق وتوفير فرص عمل جديدة للشباب فى الأقصر والمناطق المجاورة.■ هل يمكن أن نشهد قريبًا حملات ترويجية أوروبية مشتركة مع مصر تستهدف تدفقات أكبر للسياحة الثقافية؟– نعم، هناك اهتمام حقيقى فى هذا الاتجاه، نرى فرصة كبيرة لإطلاق حملات ترويجية تستهدف السائح الثقافى فى أوروبا، خاصة فى ظل الإقبال المتزايد من الأوروبيين على التجارب الأصيلة واكتشاف الحضارات القديمة، فى مختلف دول العالم وبالتحديد المعالم الأثرية ذات التراث الثقافى. ■ كيف ترى المفوضية الأوروبية جهود مصر فى تطوير البنية التحتية السياحية؟ – الجهود التى تبذلها مصر واضحة ولها نتائج ملموسة، خاصة فى المواقع الأثرية الكبرى، ونحن مستعدون لتقديم دعم فنى واستشارى عبر برامج الاتحاد الأوروبى، كما يمكن دراسة إمكانات التمويل المشترك لبعض المشاريع المستقبلية.■ فى ظل التغيرات المناخية العالمية، هل هناك توجه أوروبى لدعم السياحة المستدامة؟– نحن ننسق مع الأمم المتحدة فى هذا المجال، ونسهم فى تمويل مشروعات تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، خاصة فى الفنادق وتعزيز الاستدامة السياحية فى الدول النامية، ومصر من بين الدول التى نوليها اهتمامًا كبيرًا فى هذا الملف الذى يعتبر أكثر الملفات أولوية فى الوقت الحالى وخلال السنوات المقبلة.فمصر تمتلك إمكانات سياحية مذهلة، خصوصًا فى مجال السياحة الثقافية، ونحن فى المفوضية نرى أنها شريك أساسى فى صياغة مستقبل أكثر توازنًا للسياحة. يمكننا دعم الوجهات الناشئة عبر الابتكار، التعليم، والتعاون الدولى، وهو ما نراه يتحقق بالفعل من خلال هذا المؤتمر وغيره من المبادرات، والأقصر، تحديدًا، مؤهلة لتكون منصة عالمية للتبادل الثقافى والتعليمى، ومصدر إلهام للمدن التراثية فى كيفية التحول إلى محركات للتنمية والانفتاح دون المساس بهويتها التاريخية والروحانية.■ ما الرسالة التى تودين توجيهها للسياح الأوروبيين بشأن زيارة الأقصر من واقع تجربتك؟– أدعو جميع الأوروبيين لزيارة الأقصر، ليس فقط للاستمتاع بعظمة معابدها، بل أيضًا لدعم المجتمعات المحلية من خلال شراء المنتجات التقليدية، فالسفر إلى هذه الوجهات لا يثرى السائح فحسب، بل يسهم فى تحسين حياة الناس فى هذه المدن التاريخية.وزيارتى الأقصر، وكل زيارة رسمية، تسهم فى تسليط الضوء على الوجهات السياحية المصرية وتفتح قنوات جديدة للتعاون الإعلامى والسياحى، ونحن نعتزم استثمار هذه الزيارة فى الترويج للأقصر عبر وسائل الإعلام والندوات فى دول أوروبا.■ هل يمكن اعتبار الزيارة بداية لشراكة أوسع بين الاتحاد الأوروبى ومصر؟– هذه الزيارة ليست مجرد خطوة بروتوكولية، بل بداية لشراكة شاملة نتطلع لتوسيعها لتشمل مجالات السياحة والتعليم والترويج المشترك، نحن نؤمن بدور مصر كمحور رئيسى فى السياحة الثقافية العالمية، وسنعمل معًا لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.■ كيف ترين مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية؟– مصر تمثل أحد الكنوز الكبرى للسياحة الثقافية عالميًا، والأقصر ليست مجرد مدينة أثرية، بل هى رمز حى للاستمرارية الحضارية والتكامل بين الماضى والحاضر والمستقبل. وتتويجها كأول عاصمة عالمية للثقافة والتاريخ والتراث خطوة محورية تضع مصر فى صدارة مشهد السياحة الثقافية عالميًا، وتُظهر وعى القيادة المصرية الاستثنائى بأهمية الاستثمار فى التراث كرافعة اقتصادية وتنموية.■ ما الرسالة التى توجهينها للعالم من مصر؟– السياحة ليست فقط أداة اقتصادية، بل هى جسر للتفاهم بين الشعوب، والأقصر تقدم درسًا مهمًا فى التعايش والتنوع الثقافى، وهى تمثل نموذجًا يجب أن يُحتذى عالميًا. أمامنا الكثير لننجزه من خلال العمل المشترك، وأتطلع لأن يستمر التعاون مع مصر فى بناء صناعة سياحية مستدامة، متنوعة، وعادلة للجميع.