ارتفاع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات لأعلى مستوى في شهر عقب اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين

ارتفاع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات لأعلى مستوى في شهر عقب اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين

ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في شهر بعد الكشف عن آخر تطورات المحادثات بين الولايات المتحدة والصين.

كما ارتفع مؤشر الدولار الأميركي (ICE U.S. Dollar Index) بشكل ملحوظ، حيث صعد بنسبة 1.3% ليصل إلى 101.63، وهو المؤشر الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات العالمية.

أعلنت أمريكا والصين خفضا مؤقتا للرسوم الجمركية المتبادلة على منتجات البلدين، وفقا لبيان مشترك صادر في جنيف اليوم، وذلك في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية ومنح أكبر اقتصادين في العالم مهلة إضافية قدرها 3 أشهر لحل خلافاتهما.

ووفقاً للبيان وتصريحات مسؤولين خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم، سيتم خفض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بما في ذلك النسبة المرتبطة بالفنتانيل، وذلك بحلول 14 مايو. في المقابل، ستقوم الصين بخفض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%.

مباحثات مثمرة

قال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي: “أجرينا مناقشة قوية ومثمرة بشأن الخطوات المستقبلية المتعلقة بالفنتانيل”، مضيفا: “نحن متفقون على أن أيا من الطرفين لا يرغب في فك الارتباط”.

ووصف وزير الخزانة الأمريكي الاتفاق بأنه خطوة “تاريخية” لم يسبق أن حققها أي رئيس أمريكي سابق. وأوضح أن الاتفاق يتضمن آلية لمحادثات تجارية مستمرة بين الجانبين، لضمان تنفيذ التفاهمات ومتابعة المستجدات.

وأشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الاتفاق لتحقيق توازن تجاري أكبر مع الصين، ودفعها إلى الانفتاح أكثر على استيراد السلع الأمريكية، بما يعزز الصادرات، ويقلل من فجوة العجز التجاري، التي ارتفعت بشكل كبير خلال ولاية الرئيس جو بايدن.

كما ذكر البيان أن “الطرفين سيقومان بإنشاء آلية لمواصلة المناقشات بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أثار ضجة عندما فرض رسوما جمركية بنسبة 145% على البضائع الصينية، وردّت الصين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125% على الواردات الأميركية، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.

وفي وقت لاحق، طرح ترامب فكرة خفض الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين إلى 80%.

وذكر ترامب في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، أن الجانبين حققا “تقدما عظيما” في اليوم الأول من المحادثات التي أُجريت في سويسرا.

وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “تمت مناقشة العديد من الأمور، والتوصل إلى اتفاق على كثير منها. لقد تم التفاوض على إعادة ضبط شاملة بطريقة ودية لكن بنّاءة”.

وأضاف: “نريد، لمصلحة كل من الصين والولايات المتحدة، أن نشهد انفتاح السوق الصينية أمام الأعمال الأمريكية”.

اعتراف أمريكي

اعترف هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، بأن الرسوم الجمركية العالية على الواردات الصينية ستؤدي إلى انخفاض حجم التجارة، لكنه وصفها بأنها الخطوة الأولى نحو مفاوضات تجارية أوسع، مؤكدا أن الأمريكيين سيستفيدون من هذا النهج الصارم على المدى الطويل.

وقال لوتنيك في مقابلة مع قناة (سي إن إن) يوم الأحد: “سياسة الرئيس الجمركية تهدف إلى فتح جميع الأسواق العالمية التي أُغلقت أمامنا. نريد أن نتيح الفرصة للأمريكيين لتصدير منتجاتهم، وأن نساعدهم على التصدير فعليا”.

وتُعد جنيف مقرا لمنظمة التجارة العالمية، حيث قدمت عدة دول، من بينها الاتحاد الأوروبي، شكاوى ضد الرسوم الجمركية الأمريكية، معتبرة أن تلك الرسوم تنتهك قواعد المنظمة.

وقال لي تشنغ قانغ، السفير الصيني لدى منظمة التجارة العالمية: “أعتقد أن الاتفاق خبرا سارا للعالم”.

وخلال المؤتمر الصحفي مساء الأحد، قال: “إن الحروب التجارية العالمية التي أثارتها أو بدأتها الولايات المتحدة استحوذت على اهتمام عالمي، لكن موقف الصين تجاه هذه الحرب التجارية كان واضحا وثابتا، وهو: الصين لا تريد خوض حرب تجارية، لأن الحروب التجارية لا ينتصر فيها أحد”.

وقال نائب رئيس الوزراء الصيني:”لكن إذا أصرت الولايات المتحدة على فرض هذه الحرب علينا، فإن الصين لن تخاف منها وستقاتل حتى النهاية: “نحن مستعدون للعمل معا”.

تراجع التجارة في المحيط الهادئ

يمثل إعلان الاتفاق الصيني الأمريكي خطوة نحو تخفيف حدة حرب الرسوم الجمركية التي أدت إلى تراجع فوري في حركة التجارة عبر المحيط الهادئ.

وكانت الدولتان قد أعلنتا في وقت سابق عن تحقيق “تقدم كبير” في مفاوضاتهما، وهو ما عزز الأسواق وساعد الأسهم الصينية على تعويض خسائرها منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب في 2 من أبريل عن فرض رسوم جمركية، والذي أطلق عليه اسم “يوم التحرير”.

وكان البيت الأبيض قد وصف الاتفاق في بيان أولي صدر يوم الأحد بأنه “اتفاق تجاري”، لكن لا يزال من غير الواضح ما هو الهدف المقبول لدى كلا الطرفين أو كم من الوقت سيستغرق الوصول إليه.

وكانت الصين قد طالبت في وقت سابق بأن تقوم الولايات المتحدة بإزالة جميع الرسوم الجمركية التي فرضتها هذا العام، وهو مطلب لا يتوافق مع الهدف الأمريكي المتمثل في تقليص أو إنهاء العجز التجاري.

وفي حين رحبت الأسواق بالتقاريرالأخيرة التي تشير إلى إحراز تقدم، إلا أن التاريخ يشير إلى أن الوصول إلى اتفاق مفصل قد يستغرق وقتا طويلا، إن كان ممكناً أصلاً. ففي عام 2018، اتفق الطرفان أيضا على “تجميد” النزاع بعد جولة من المفاوضات، لكن الولايات المتحدة تراجعت سريعا عن ذلك الاتفاق، ما أدى إلى أكثر من 18 شهرا من الرسوم الجمركية والمحادثات قبل توقيع اتفاق “المرحلة الأولى” التجاري في يناير 2020.

وفي نهاية المطاف، فشلت الصين في الالتزام باتفاق الشراء الوارد في ذلك الاتفاق، كما ارتفع العجز التجاري الأمريكي مع الصين خلال جائحة كورونا، ما مهد الطريق للحرب التجارية الحالية.